الفنان فؤاد سالم : المرحلة ستفرز الوطني من غيره

الفنان فؤاد سالم :/ فنان بكل ماتعني الكلمة من معنى، أحب الناس فأحبوه وكم عانوا من ذلك الحب فالبعض قد سجنوا بسبب حبهم له وسماعهم لأغانيه ... تعذب وتغرب وعانى الأمرين هو أيضا بسبب حبه للوطن وللناس وللخير وللحرية أغانيه أصيلة ومعبرة عن ذلك الحب .... فنه أصيل ... رددت أغانيه الجماهير بلهفة .... التقيناه عند زيارته إلى أهله في البصرة قبل أصابته مؤخرا بالذبحة الصدرية حيث عانى الكثير من مرضه هذا أذ أجريت له أكثر من عملية في مستشفيات لندن وأمريكا بدا حديثه معنا قائلا ..



= لاشك أن الوطن الحبيب عراق المحبة في قلب كل مناضل يحويه بين أضلاعه بالحنو والفخر والاعتزاز وسأعود لاستقر بين حناياه قريبا لأحمل مع جميع المجاهدين الشرفاء راية العمل من اجل بناء عراق جديد خال من الدكتاتورية والعرقية والاستبداد .



... وماهو جديدك يااخ فؤاد ..؟

= أني اعمل امتداداً إلى أسلوبي ونهجي في الأغنية العراقية وأحاول أن انهج فيها نحو الكمال بحيث تكون بديلة للأغنيات الهابطة وليست مثلها عراقيا وعربيا إضافة لاستمرار في تلحيني للعديد من الأغنيات الثورية .



.....ولماذا هذا الاتجاه الفني التلحين...؟

= الدافع هو السام من الحان الأغنيات المبتذلة والهابطة المطروحة على الساحة الفنية التي فيها تكرار جمل .



........ ماريك بالمسرح الشعري ..؟

=- المسرح الشعري أنا أحبه آذ بدأت فنانا منه علما أن كل الفنون تعجبني فالإنسان لايمكن أن يكون ملما بكل جوانب الفن والإبداع فالفن غذاء روحي وفكري وهو صنو لايفترق عن السياسة .. وعندما اعمل في مسرحية شعرية أكون كمن وجد نفسه ..... كيف ترى دور الفنان في المجتمع .. الفنان هو الحضارة جزء لايتجزا منها هو المبدع والخلاق لطاقات شعبه هو المحرض ضد كل التجاوزات التي تمس كرامة وعزة الوطن، الفنان مظلوم في مجال الفن بالعراق وفي العديد من المجالات نعاني نحن الفنانين من تشتت وتفتت في صفوفنا الإبداعية نعم كان البعض محسوباً على النظام يحاول التغني بأمجاده ويبيض وجهه وكان البعض الأخر قد اجبر على التبعث لذا فان علينا أن نجعل الرحمة تحل بقلوبنا فالفنان مرهف الحس يتألم على الحيوان فكيف على الإنسان وعلى الفنانين الذين اخطاوا أن يعيدوا النظر في واقعهم ومد الأيدي ليسيروا من جديد في صفوف الشعب .



... أحبك الناس وأحببتهم.. وزال الاستبداد منها ألان من المقصر بحق الأخر ...؟

= القصور في الزمن ...لاانا ولأهم القصور في تلكؤء المسيرة كعراقيين وكان كل منهم يدلو بدلوه من اجل محاربة النظام السابق من خلال قنوات شتى قد تلتقي اولا تلتقي وكان الهدف هو الخط العام هو الوطن الحبيب ورد اعتبار الشعب العراقي ولكن الفرحة لم تكتمل .. فالنواقص كثيرة تعيق المسيرة الشعبية العراقية التي أتمنى أن تجتازها بكل محبة وشفافية وتعاون والفرصة مواتية اليوم أكثر من أي وقت مضى فالتاريخ لايرحم وعلى الجميع أن يتركوا خلافاتهم جانبا ويبداؤن أول صفحة جديدة يمللأ حروفها الحب والاحترام ... والاتعتقد أن الأغنية العراقية قد انحدرت إلى مستوى ردئ في السنوات الأخيرة ؟



= بالطبع فعندما يسقط نظام سياسي ستفرز أشياء سيئة كثيرة وليس في الغناء فقط بل بالثقافة عموما وقد عرف عن الأغنية العراقية قوتها في النص وجودة لحنها وتعلقها من جذورها وتراثها ولكن في ظل ذلك النظام الفاسد غابت ملامح الأغنية العراقية وأصبح الاتجاه للأغنية الهبابية كأغنية البرتقالة التي اعتبرها أخر بقايا النظام السابق حتى لو اعتقد البعض أنها ناجحة فهذا يرجع لبعض القنوات التي يهمها فقط الربح المادي من وراء هذا الفن الهابط الرخيص حيث تستمر في تكرار عرض مثل هذه الأغاني .



... وأين الفن العراقي الأصيل ..؟

= موجود في كل مكان وزمان وللأسف لفترة وقف كبار الفنانين العرب موقف المتفرجين انتظارا لنهاية هذه المرحلة كما أن بعض المحطات الفضائية تتعمد تغييب النجوم الحقيقيين وهناك أيضا نجوم من صنع المخابرات تدعمهم وتبرزهم للناس كما حدث في العراق فهم أبواق السلطة وهم معرفون للجميع .



..... كيف ترى المستقبل يااخ فؤاد ..؟

= أنا متفائل على الرغم من كل الدم الذي يهدر في العراق ألان وأشبه الحال بالفيروس الذي يلتهب عند الإنسان فيتناول مضادا حيويا والمضاد برأيي هو ( الوعي والوحدة الوطنية فهما كفيلان بقتل كل تلك الجراثيم القادمة لنا من الخارج والمتبقية من ذلك النظام الفاسد واعتقد أن هذه المرحلة ستفرز الصالح من الطالح والمخلص ومن يدعي العراقية بينما هو لايحمل في قلبه ذرة من تراب الوطن والانتماء أليه.